کد مطلب:350943 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:153

الجواب عن المؤید الثانی: إقدامهم علی القتل و شرب السم
وأما أنهم لا یعلمون بما یجری علیهم، ولو علموا لم یقدموا، لأنه

من الالقاء فی التهلكة، فهو ینافی صریح الأخبار عنهم فی هذا الشأن وأنهم أقدموا علی علم ویقین. فهذا الصادق علیه السلام یقول: أی إمام لا یعلم ما یصیبه وإلی ما یصیر: فلیس ذلك بحجة لله علی خلقه). وهذا الكاظم علیه السلام، كیف أعلم السندی والقضاة عن سقیه السم وعما ستتقلب علیه حاله إلی ساعة موته.



[ صفحه 74]



وهذا الرضا علیه السلام: كیف أجاب السائل الذی طرأت علیه الأوهام والشكوك فی حادثة أمیر المؤمنین علیه السلام. حین قال له: إن أمیر المؤمنین علیه السلام قد عرف قاتله واللیلة التی یقتل فیها والموضع الذی یقتل فیه. وقوله لما سمع صیاح الأوز فی الدار: (صوائح تتبعها نوائح) وقول أم كلثوم: لو صلیت اللیلة داخل الدار، وأمرت غیرك أن یصلی بالناس؟ فأبی علیها وكثرة دخوله وخروجه تلك اللیلة بلا سلاح وقد عرف علیه السلام أن ابن ملجم قاتله بالسیف، كان هذا یجوز أو یحل تعرضه؟ فقال الرضا علیه السلام: ذلك كان كله، ولكنه خیر تلك اللیلة، لتمضی مقادیر الله عز وجل). وهكذا كان الجواب منهم علیهم السلام عن شأن حادثة الحسین علیه السلام [1] إلی كثیر من أمثال هذه الأحادیث والأجوبة. ولكن أجمعها لرفع هاتیك الشبه، وأصرحها فی الغرض خبر ضریس الكناسی، فإنه قال: سمعت أبا جعفر یقول وعنده أناس من أصحابه: (عجبت من قوم یتولونا ویجعلونا أئمة ویصفون أن طاعتنا مفترضة علیهم كطاعة رسول الله (ص) ثم یكسرون حجتهم، ویخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم، فینقصون حقنا ویعیبون ذلك علی من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسلیم لأمرنا أترون أن الله تبارك وتعالی افترض طاعة أولیائه علی عباده، ثم یخفی عنهم أخبار



[ صفحه 75]



السماوات والأرض ویقطع عنهم مواد العلم فیما یرد علیهم مما فیه قوام دینهم). فقال له حمران: جعلت فداك أرأیت ما كان من أمر قیام علی بن أبی طالب والحسن والحسین علیهم السلام وخروجهم وقیامهم بدین الله عز ذكره وما أصیبوا من قتل الطواغیت إیاهم والظفر بهم حتی قتلوا وغلبوا؟ فقال أبو جعفر علیه السلام: (یا حمران إن شاء الله تبارك وتعالی قد كان قدر ذلك علیهم وقضاه وأمضاه وحتمه علی سبیل الاختیار) وفی نسخة الاختیار) ثم أجراه، فبتقدم علم إلیهم من رسول الله (ص) قام علی والحسن والحسین، وبعلم صمت من صمت منا. ولو أنهم یا حمران حیث نزل بهم ما نزل من أمر الله عز وجل، وإظهار الطواغیت علیهم، سألوا الله عز وجل أن یدفع عنهم ذلك، وألحوا علیه فی طلب إزالة ملك الطواغیت وذهاب ملكهم إذا لأجابهم ودفع ذلك عنهم، ثم كان انقضاء مدة الطواغیت وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد، وما كان ذلك الذی أصابهم یا حمران لذنب اقترفوه، ولا لعقوبة معصیة خالفوا الله فیها، ولكن لمنازل وكرامة من الله أراد أن یبلغوها، فلا تذهبن بك المذاهب فیهم [2] .

وحقا ألا تذهب بالعارف البصیر المذاهب یمنة ویسرة، بعد هذا البیان الجلی والحجة الناصعة، علی أن فی حجج العقل السابقة، كفایة



[ صفحه 76]



وقناعة، كیف والأحادیث عنهم فی أمثال هذا حجة لا تحصی وكثیرة لا تستقصی.


[1] الكافي: كتاب الحجة: باب أن الأئمة يعلمون متي يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم.

[2] الكافي باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفي عليهم شئ صلواتالله عليهم.